الاستشارات العائلية يستعين بالدعاة للحد من الطلاق
تأهيل المقبلين علي الزواج لتحمل المسؤولية وتفهم الطرف الآخر
في خطوات جديدة وتهدف الي الاستقرار الأسري بدأ مركز الاستشارات العائلية خلال الفترة الماضية بطرح مجموعة من البرامج العلمية التي تعالج بعض الظواهر في المجتمع القطري والتي تتناسب مع الحالات التي ترد الي الباحثين والاخصائيين.
وقال مصدر بالمركز انه من ضمن الخطوات الجديدة الاستعانة ببعض الدعاة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لحل بعض المشكلات الأسرية من خلال الرؤي الشرعية والجلسات التي ترتكز علي القواعد الإيمانية بعد ان اثبت الجميع ان سبب المشكلات القائمة خاصة الأسرية الابتعاد عن منهج الله تعالي المتمثل في القواعد التي أعدها علماء الدين بجانب البحوث الأسرية التي يقوم بها باحثو المركز.
وأشار المصدر الي ان هذه الخطوات بدأت تؤتي ثمارها في حل بعض الخلافات أو المشكلات الأسرية بالمركز الأمر الذي يشجع علي الاقدام علي المزيد من هذه الخطوات مستقبلا.
وذكر المصدر: من ضمن البرامج الجديدة التي طرحها المركز حاليا برنامج تاهيل المقبلين علي الزواج وتقوم فكرة البرنامج علي ان بناء البيت الأسري يحتاج الي وجود بيت سليم منذ اللحظات الأولي للزواج وتهيئة الاسباب والوسائل التي تجعل المقبلين علي الزواج من الجنسين ينطلقون إلي التفاعل بطريقة صحيحة مع متطلبات الحياة الجديدة التي سيعيشونها.
ويهدف المركز من خلال ذلك الي إيصال مجموعة المفاهيم المتعلقة بالحياة الزوجية بداية بمعرفة الحقوق والواجبات لكلا الطرفين، وأساليب التعامل ومهارات التواصل والحوار وكيفية التعامل مع مختلف المواقف التي قد يمرون بها في حياتهم، وصولاً إلي التوعية بمرحلة وجود الأبناء وما تتضمنه هذه المرحلة من استعداد نفسي واجتماعي واقتصادي وأن يكون الشباب والشابات المقبلون علي الزواج قادرين علي بناء أسر سعيدة ومستقرة.
ويهدف البرنامج الي التعريف بالزواج وأهميته وأبعاده الشرعية والاجتماعية وتوعية الشباب والفتيات بأهمية الأسس والضوابط الشرعية في الاختيار ومردود ذلك علي الاستقرار الأسري بعد الزواج وحماية الأخلاق الفردية والاجتماعية من الشذوذ والانحراف والارتقاء بالوعي الأسري والصحي لدي الراغبين في الزواج والاستشعار بأهمية الكشف الطبي وإجراء الفحوص اللازمة للمقبلين علي الزواج اضافة الي زيادة الوعي الصحي لدي المقبلين علي الزواج بخطورة الأمراض التي تنتقل عن طريق الممارسات الجنسية الخاطئة.
وسائل النجاح
ويتصور المركز انه لكي ينجح الزوجان بدءا من الأيام الأولي لحياتهما الزوجية لابد أن يضعا تصوراً يحدد المسؤوليات والواجبات وذلك بهدف خلق جو عائلي مستقر ومفعم بأجواء المودة والسكن، وقادر علي مواجهة مشكلات الحياة.
ولا شك أن المتزوجين الجدد يعمدون بطريقة شعورية أو لاشعورية إلي خلق الجو الأسري المناسب من خلال الاتفاق علي مجموعة من الخصائص والأدوار المنوطة بكلا الزوجين بيد انه قد تظهر الكثير من المشاكل بينهما إذا اختلفت التوقعات والسلوكيات المترتبة علي الحياة الأسرية وذلك قد ينجم عن اختلاف التنشئة الاجتماعية والأسرية التي يعيشها كل من الزوج والزوجة إضافة إلي الفروق في السمات الشخصية فيما بينهما.
وقد وجد المركز أن الكثير من الحالات التي ترد اليه ومن خلال الإحصائيات والدراسات أن نسبة الطلاق تزداد مع السنوات الخمس الأولي من الزواج وقد يسبق هذا الخلافات الزوجية بالطبع.
ومن هنا يطرح المركز وسائل لتحجيم المشاكل الزوجية والحد منها خاصة بالنسبة للمتزوجين الجدد ومنها التأكيد علي أهمية الحوار البناء بين الزوجين كسبيل للنجاح في الحياة الزوجية و ترسيخ مهارات التواصل الفعال لتجنب تفاقم الخلافات الزوجية ودعم الجوانب الايجابية الدافعة لحياة أسرية قوية اضافة الي التوعية بكيفية مواجهة وحل المشاكل الزوجية للأزواج الجدد ووضع ضوابط لإدارة الخلاف في إطار من الاحترام والود المتبادل.
الفتور العاطفي
وتؤكد الدراسات الميدانية التي اجراها مركز الاستشارات العائلية انه بعد مرور عدة سنوات علي بدء العلاقة الزوجية فان كثيرا من الأزواج والزوجات يقل لديهم الحماس ويصابون بنوع من الفتور العاطفي السلبي و الذي يؤثر سلباً علي العلاقات الأسرية بين الزوج والزوجة أو بين الأبناء وآبائهم أو بين الأبناء بعضهم بعضا.