في صحبة مودة سار احمقان علي طريق في خلاء تحيط بهما صحراء من رمال, وفوقهما سماء من زرقة صافية .
قال الأول : أتعرف ماالذي أتمناه ؟
فأجابه: ماهو ؟
قال: قطائع من غنم انتفع بلبنها وصوفها .
رد الأحمق الآخر وقد شرد بنظره عبر صحراء بل منتهي: وأنا أتمني قطائع من ذئاب متوحشة أرسلها علي غنمك حتي لا تترك منها شيئا.
قال صاحب الغنم: ويحك أهذا من حق الصحبة؟ هل هذا من حرمة العشرة؟!
وتماسكا بالأيدي واشتد أوار العراك حتي سال الدم علي الرمل, وتفصد جسداهما بالعرق حتي تعبا ثم تراضيا علي أن أول من يطلع عليهما يكون حكما بينهما فطلع عليهما شيخ بحمار عليه زقان من عسل, فحدثاه بحديثهما فانفعل الرجل وغضب غضبة شديدة من حمقهما الذي ليس له مثيل, لم تر مثله عينه, ولم يسمع به في الآفاق, ولأنه منفعل علي نحو هائل قام وأتي بالزقين من فوق ظهر الحمار وفتحهما وأسالهما علي الرمل ثم صرخ فيهما: صب الله دمي مثل هذا العسل ان لم تكونا أحمقين.....